حول رسائل بولس (الموت والخطيئة : )
الموت والخطيئة :
قال بولس : " أجرة الخطيئة هي موت " (رومية 6/23) لا
علاقة للموت بالخطايا . كل الناس سيموتون . حتى عيسى نفسه مات لمدة ثلاثة
أيام (باعتراف الإنجيل) فهل لعيسى خطيئة ايضاً ؟! هل عيسى من الخاطئين إذ
مات ؟! الأولى أن يقول بولس " أجرة الخطيئة العقاب " ولكن لم يقل . قال إن
الموت هو جزاء الخطيئة . وهذا أمر غريب حقاً ، وهو لغز من ألغازهم !!
وقال بولس : " وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية ، لأن أجرة الخطية هي موت " (رومية 6/22-23) .
نلاحظ هنا ما يلي :
1- جعل
بولس الحياة الأبدية للأبرار وجعل الموت جزءاً الخطيئة . وهذا غير مقبول
ومناقض لأقوال عديدة . إذا كان الموت هو نهاية الأشرار فكيف سيجازيهم الله
يوم الدينونة . لقد قال بولس نفسه " الله الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله "
(رومية 2/6) كيف يجازيهم والموت نهايتهم ؟! إن الله يجازي الأحياء وليس الأموات .
2- إن
الموت سيكون حسب بولس نجاة للشرير من أي عقاب ينتظره . وحسب بولس ، الموت
هو نهاية الشرير إذ سوف لا يبعث بعد موته. وهكذا فلا عقاب له بعد موته لأنه
لا بعث له !! إذاً الخطيئة صارت بلا عقاب ، لأن الموت سيذوقه الجميع وليس
العاصي فقط . إذاً الحياة للشرير هي هذه الحياة الأولى فقط حسب قوله . وهذا
تشجيع له لارتكاب جميع المعاصي ، حيث لا عقاب له . إنه فقط سيحرم من
الثواب بعد البعث (حسب بولس) .
3- إذا
كان الموت هو نهاية العاصين (حسب بولس ) فلا بعث لهم بعد الموت ولا عقاب .
فلماذا النار إذاً ؟!! إذا كان الأشرار سيبقون أمواتاً فالنار ستبقى من
غير زبائن (حسب بولس) !!!
4- يقول
بولس " عبيداً لله " جميل . إذا كان الناس عبيداً لله ، فلماذا قال بولس
عن نفسه إنه عبد ليسوع ؟!! لماذا الناس عبيد وبولس عبد لعيسى ؟!!! يتناقض
بولس مع بولس !!!
لغز جديد :
قال بولس: "لم أعرف الخطيئة إلا بالناموس . فإني لم أعرف الشهوة لو لم يقل
الناموس لا تشته.. لأن بدون الناموس الخطيئة ميتة .. لما جاءت الوصية عاشت
الخطيئة فمت أنا " (رومية 7/7 – 9) .
نلاحظ هنا ما يلي:
1- يقول
بولس إنه لم يعرف الخطيئة إلا بعد شريعة الله (أي الناموس الذي هو أصلاً
شريعة موسى) ممكن إذا قصد معرفة الحلال والحرام، لأن الله هو الذي يبينهما .
ولكن قصده مختلف ، إذ يقول بدون الناموس تموت الخطيئة . كلام غير مفهوم
لأنه غير صحيح . فأخطاء الناس موجودة قبل الشريعة وأثناءها وبعدها .
فالشريعة لا توجد الأخطاء ، بل تنهى الناس عن ارتكابها وتحذرهم منها وتعد
الأبرار بالثواب والأشرار بالعقاب .
2- يزعم
بولس أنه لم يعرف الشهوة لو لم يقل له الناموس لا تشته . هل هذا معقول ؟!
الشهوة موجودة ولذلك قال الناموس لا تشته . إن النهي عن الشهوة كان لأن
الشهوة كانت قبل النهي عنها . إن النهي كان بعد الشهوة وليس قبلها . إن
النهي لم يوجد الشهوة ، بل إن وجودها هو السبب في حدوث النهي . لقد شطح
بولس هذه المرة شطحة بعيدة : لعب بالكلمات لعباً خطيراً فأوقع نفسه في
الخطأ الواضح . إن الله نهانا عن الفواحش لأنها موجودة بين البشر ، ونهيه
ليس سبباً في وجود الفواحش .
3- كلام
بولس اتهام لله ، أنه جعل نهي الله عن الفواحش والشهوات سبباً في ظهورها ،
بل السبب الوحيد في ظهورها ، وكأن بولس يريد أن يعطي لله درساً (!!) أو أن
يحمل ربه مسؤولية الخطيئة !!! حتى أن بولس جعل الوصايا سبب الخطايا . وهذا
تفكير أعوج بكل المقاييس . وكأنه يقول إن القوانين التي تحرم السرقة هي
سبب السرقة ، والقوانين اتي تحرم القتل هي سبب جرائم القتل !! تفكير لا
مثيل له في اعوجاجه وبعده عن الحق والحقيقة !!!
4- إذا
كانت الوصايا سبب الخطايا ( حسب زعم بولس ) فلماذا كتب بولس رسائله إلى
رجال الدين ؟! ألم يكتبها ليوصيهم ويذكرهم ؟! ولماذا إذاً أرسل الله
الأنبياء والرسل ؟! وهل تحذير الناس من الخطايا أشاع الخطايا بينهم ؟!!
5- حسب
بولس ، الأفضل عدم وجود وصايا ولا شرائع ولا قوانين ولا رسل من الله ، لأن
الوصايا في نظرة تسبب الخطايا . لم يقل أحد من الفلاسفة أو الحكماء أو
الأنبياء أو الناس العاديين مثل هذا القول العجيب !! حول رسائل بولس (الموت والخطيئة : )
100out of 100 based on 100 ratings. 100 user reviews.
100out of 100 based on 100 ratings. 100 user reviews.